كثيرة هي الأمراض الخطيرة التي نستطيع تفاديها بخطوات بسيطة، كثيرة هي الأمراض التي تودي يوماً بعض يوم بحياة أحبائنا بسبب جهلنا بالإسعافات الأولية اللازمة لها.
ولعل حدوث الجلطات الدموية من أكثر ما ينغص علينا حياتنا، وتجعلها في مهب الريح، ولكن هل تعلم أنك إن كنت على دراية كافية بالإسعافات الأولية في حالة الجلطات الدموية ماذا يمكنك أن تفعل؟ ستنقذ حياة من حولك، وهل هناك أسمى من هذا العمل؟
ولكن قبل أن نتحدث عن الإسعافات الأولية في حالة الجلطات الدموية ، علينا بدايةً أن نعلم ماهية الجلطات الدموية، وأنها تنقسم إلى شقين كبيرين هما الجلطات القلبية و الجلطات الدماغية.
ماهي الجلطة الدموية ؟
عندما يحدث للجملة الوعائية مثل الشرايين والشعيرات الدموية في الجسم أذية ما، يمكن للمكونات الجائلة في الدم كالكولسترول على سبيل المثال أن تترسب في جدرانها.
عندها تهرع الصفيحات الدموية إلى مكان الأذية لتحاول إصلاحها بإضافة بعض الخثرات الصغيرة، فيؤدي اجتماع المواد المتسربة في جدران الأوعية الدموية مع الخثرات الصغيرة التي صنعتها الصفيحات الدموية إلى تشكيل خثرة كبيرة قادرة على شد الوعاء الشعري كاملاً، وهذا ما يسمى بالجلطة.
وعند حدوث هذه الجلطة في الأوعية الإكليلية الواصلة للقلب، نسميها الجلطة القلبية. أما عند حدوثها في الأوعية الدموية الواصلة للدماغ، نسميها الجلطة الدماغية.
أسباب الجلطة القلبية
تتنوع أسباب الجلطات القلبية كثيراً، فمنها ماهو ناتج عن ارتفاع ضغط الدم والسكري، ومنها ما هو ناتج عن التدخين والكحول والسمنة الزائدة، وللضغوطات النفسية والتقدم بالعمر أثر بالغ الأهمية في الجلطات القلبية.
ولكن يجب التنويه إلى أنه لا يوجد سبب مباشر لحدوث الجلطات القلبية، وكل العوامل السابقة تلعب دوراً مهيئاً في حدوث الجلطات القلبية، فلا نرى أن كل المدخنين يصابون بالجلطات القلبية، ولا نرى أن كل مرضى السكري لديهم سوابق في الجلطات القلبية، ولكن حتماً كل مريض جلطة قلبية يملك أحد العوامل السابقة الذكر.
بماذا يشعر مريض الجلطة القلبية؟
- ضيق في التنفس، ومن ثم شيء من الاختناق والألم الشديد في الصدر.
- انخفاض في ضغط الدم.
- الشعور بالقلق والتوتر والخوف والتعرق .
- ألم في المنطقة التي تعلو السرة .
- زيادة في عدد ضربات القلب
بعد أن تعرفنا على أهم أسباب الجلطة القلبية أصبحنا جاهزين الآن لتعلم الإسعافات الأولية في حالة الجلطات القلبية.
الإسعافات الأولية في حالة الجلطات القلبية
بجميع الأحوال، يجب أن تتصل في البداية في الإسعاف لضمان سلامة المريض، ولكن يمكنك القيام بخطوات بسيطة ومفيدة ريثما يصل الإسعاف :
إن كان المريض على وعي تام بحالته، ساعده على رفع ذراعيه نحو الأعلى.
يجب على المريض أن يتجنب أي جهد وأن يستريح تماماً
يمكنك إعطائه قرص من النيترات تحت اللسان أو الأسبرين لتخفيف الآثار الجانبية.
تدليك صدر المصاب بشكل خفيف لمساعدته في عملية التنفس
إن فقد المريض وعيه، عليك بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
وإن لم تكن ملماً بطريقة الإنعاش القلبي الرئوي يمكنك زيارة هذه المقالة.
أترى ؟ من أكثر الأمراض شيوعاً هي الجلطات القلبية، ولكن كما قرأت منذ قليل تكمن أسبابها في عادات خاطئة يتبعها على الإنسان على مدار أيامه، ثم ما إن تتراكم هذه العادات الخاطئة مع بعضها تسبب لنا أمراضاً من شأنها أن تودي بحياتنا، لذلك علينا أن نهب أهمية كبيرة لعاداتنا اليومية لأنها من الممكن أن تكون سبباً في هلاكنا، حمانا الله وإياكم.
يمكنك مشاهدة التطبيق العملي للإسعافات الأولية عن طريق الجلطات القلبية عن طريق هذا الفيديو.
أسباب الجلطة الدماغية
تتشابه أسباب الجلطات الدماغية والقلبية مع بعضها البعض، فكل الجلطات تنشأ بنفس الطريقة التي تم وصفها في بداية المقالة، وتكمن آثارها ومضاعفاتها بحسب الوعاء الذي نشأت فيه.
أعراض الجلطة الدماغية
- صداع شديد وقوي جداً.
- حدوث اضطرابات مختلفة في المشي والتوازن والكلام.
- ضعف وتشويش في عملية الرؤية في كلا العينين أو عين واحدة على الأقل.
- عدم تناسق في الحركات الإرادية، وضعف في جانب واحد من الجسم.
الإسعافات الأولية في حالة الجلطات الدماغية
في حال كنت وحيداً في المنزل، وشعرت ببعض أعراض الجلطة الدماغية، كفقدان التوازن والسقوط على الأرض :
يمكنك الاتصال بسيارة الإسعاف أو الطلب من جيرانك إيصالك إلى المشفى.
أما في حال واجهت أمامك حالة ما :
عليك أن تقوم بتهدئة المريض وطمأنته بدايةً .
يمكنك أن تذهب به إلى المشفى القريب من منزلك، إذا تعذر ذلك اطلب الإسعاف على الفور .
يمكنك أن تجعله يستلقي على فراش مريح، وقم برفع رأسه بشيء بسيط.
قم بفك الملابس الموجودة حول الرقبة أو الصدر التي تعيق عملية التنفس.
احرص على أن تتفقد عملية تنفس المريض باستمرار، وإلا فقم بالإنعاش القلبي الرئوي.
وننوه مرة أخرى : إن لم تكن ملماً بالإنعاش القلبي الرئوي يمكنك قراءة هذه المقالة
والآن سنتحدث عن أمر هام وبالغ الأهمية يجب أن تكون على دراية كافية به :
يجب أن تعي تماماً أن الإسعافات الأولية في حالة الجلطات هي سباق مع الزمن. كيف ذلك؟
إن حدوث الجلطات في وعاء دموي ما يؤدي إلى انقطاع تروية الخلايا الواصل إليها، وبالتالي تموت تلك الخلايا التي انقطعت ترويتها.
فإذا كانت تلك الخلايا خلايا قلبية أو دماغية تكون حياة المريض على المحك، فكل ثانية تستطيع اغتنامها تكون قد حافظت على مئات الخلايا في حالة سليمة وبالتالي ضرراً أقل، لأن ما يموت منها لا يعوض.
وفي نهاية المقالة : سنترككم مع أهم النصائح للوقاية من الجلطات.
نصائح للوقاية من الجلطات
- اتباع نظام غذائي متوازن، كالتقليل من الدهون والكولسترول، و زيادة الوارد اليومي من البروتينات و الفيتامنيات.
- ممارسة التمارين الرياضية فهي دواء لكل داء.
- الابتعاد عن الضغوطات النفسية ما أمكن.
- الإقلاع عن التدخين وشرب كميات كافية من الماء.