هل البلغم الاصفر مفيد لجسم الانسان ؟ لا يمكنك أن تتصور إلى أي مرحلة من المراحل وصل تطور الجهاز المناعي في جسم الإنسان ! فهو يمتلك العديد من الخلايا في مختلف أنحاء الجسم، التي تترقب دخول أي عامل غريب إلى الجسم حتى تنقض عليه، وعند تكرار هذه الاستجابة للعديد من المرات، يقوم الجسم بتجميع هذه العوامل الممرضة ومزجها مع المخاط وطرحها خارج الجسم.

لذلك يستطيع الأطباء الاستدلال على مختلف الأمراض التي تصيب الإنسان عن طريق ما يطرحه من مفرازت، كالبلغم والبول على سبيل المثال، فمثلاً للبلغم ألوان طبيعية وأخرى مرضية يستطيع الأطباء التعرف عليها للكشف عن ماهية المرض.

وسنبحر اليوم عميقاً في تفاصيل البلغم الأصفر و أسبابه وطرق علاجه

ولكن قبل أن نتحدث عن البلغم الأصفر و نتطرق إلى أهميته ودلالاته وتشخيصه وعلاجه، لابد أن نعلم ما هو البلغم، ولماذا تختلف ألوانه بين الأحمر والأصفر والأبيض والأخضر والبني أو حتى الأسود.

ما هو البلغم؟

تعمل الرئتين والقصبات الهوائية القصيرة على إنتاج أنواع مختلفة وكثيرة من المخاط، ويعد البلغم أحد أنواع المخاط التي يتم تصنيعها في الرئتين.

يحتوي البلغم بالإضافة إلى المخاط الجراثيم والملوثات والعوامل المرضية التي تدخل إلى الرئتين عن طريق التنفس، وبالتالي يكون البلغم شكل من أشكال دفاع الجسم عن نفسه ووقايته من الأمراض المختلفة.

لذلك عندما تشعر برغبة في إخراج البلغم، يجب أن تخرجه فوراً، و لا يجب أن تبقيه داخل الرئتين تجنباً للأمراض المختلفة.

دلالات ألوان البلغم

دائماً ما يعطي اللون أهمية من الناحية التشخيصية، لأن اللون ببساطة يكون ناتجاً عن ما يحتويه هذا البلغم من عوامل ممرضة، لذلك عندما نرى لون البلغم، يعطينا تلمحياً قوياً عن ماهية المرض عند المريض.

وهذه أهم ألوانه :

البلغم صافي اللون :

إن كان البلغم صافي اللون، عليك أن تطمئن وتريح نفسك، لأن هذا هو لون البلغم الطبيعي الذي يقوم الجسم بإنتاجه، لحمايتك من عدة أمراض، فلا يملك أي مؤشر مرضي هام

يتكون هذا النوع من البلغم من :

الماء الأملاح المعدنية
بعض خلايا الجهاز المناعي والأجسام المضادة

البلغم الأبيض :

غالباً ما يدل وجود البلغم الأبيض على احتقان في الجيوب الأنفية، والجيوب الأنفية عبارة عن أفضية تقبع في الرأس، من الممكن أن تتجمع فيها السوائل و المخاط التي يقوم الجسم بإنتاجها، فتتورم الأنسجة المحيطة فيها وتصاب بالاحتقان.

نتيجة لذلك يصبح جريان البلغم بطيئاً ومائلاً إلى اللون الأبيض الغامق.

البلغم الاخضر :

إن وجود البلغم الأخضر يدل في كثير من الأحيان على الاستجابة القوية للجهاز المناعي تجاه العوامل الممرضة، فكثرة الكريات البيضاء والبروتينات والأجسام المضادة تكسب البلغم لوناً أخضراً.

البلغم الاصفر:

عندما يشرع الجهاز المناعي في الجسم في الاستجابة إلى العوامل الممرضة، يقوم بإنتاج كميات كبيرة من الكريات البيضاء التي من شأنها أن تكبح العدوى الجرثومية في الجسم، ولذلك يكتسب البلغم اللون الأصفر نتيجة وجود الكريات البيضاء فيه.

ولكن ما الفرق بين البلغم الأخضر والأصفر؟ فكلاهما يحتوي على الكريات البيضاء؟

الفرق الجوهري بينهما هو الزمن، عندما يكون البلغم أخضراً، هذا يدل على أن الاستجابة المناعية قد مضى عليها فترة من الزمن،

أما عندما يكون البلغم أصفراً، فهذا يدل على بدء الاستجابة المناعية

أي يمكن القول أن البلغم الأصفر سيتحول فيما بعد إلى البلغم الأخضر إذا استمرت الاستجابة المناعية لفترة من الزمن.

البلغم الأحمر :

من الطبيعي أن يكون اللون الأحمر في البلغم سببه هو وجود الدم في البلغم، ولكن لماذا يخرج الدم مع البلغم؟

توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، ولكن أهمها هو أن السعال الشديد والقوي يصيب الأوعية الدموية الصغيرة بالضرر ويخرب جدرانها، وبالتالي يتسرب قسم صغير من الدم إلى البلغم مانحاً إياه اللون الأحمر.

كل الألوان السابقة من البلغم لا تدل على أمراض خطيرة على صحة الإنسان، ولكن هذا لا ينطبق على اللون البني والأسود !

البلغم البني :

يكتسب البلغم اللون البني عندما يكون هناك نزيف في الجهاز التنفسي استمر لفترة لا بأس بها، لذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور للكشف عن سبب هذا النزيف.

البلغم الأسود :

إن تراكم الفطريات في الجهاز التنفسي، يكسب البلغم اللون الأسود، لذلك أيضاً كما في حالة البلغم البني، يجب أن تتوجه إلى طبيبك المختص لمعرفة سبب العدوى الفطرية.

والآن أصبحنا نملك معلومات واسعة عن البلغم وأهمية معرفة ألوانه، وبتنا جاهزين إلى الغوص عميقاً في تفاصيل البلغم الأصفر.

اسباب البلغم الاصفر

ذكرنا سابقاً أن البلغم الأصفر ما هو إلا بلغم صافي اللون ممزوجاً مع الكثير من الكريات البيضاء الناتجة عن استجابة الجسم المناعية للعوامل الممرضة، وسنتعرف الآن عن أهم الالتهابات التي تثير الجهاز المناعي في الجسم :

التهاب القصبات الرئوية

تنجم أغلب حالات التهاب القصبات الرئوية عن العدوى الفيروسية، والتي تؤدي إلى سعال جاف يصحبه بلغم أبيض اللون، ولكن ما إن تتطور العدوى الفيروسية إلى عدوى جرثومية حتى يصبح السعال مصاحباً للبلغم الأصفر.

التهاب الجيوب الأنفية

لقد نوهنا سابقاً إلى كيفية التهاب الجيوب الأنفية بسبب عدوى جرثومية أو عدوى فيروسية فعندما يصيبها التهاب ما تؤدي إلى احتقان في الأنف والشعور بثقل أثناء خفض الرأس.

التليف الكيسي

يصيب هذا المرض مختلف الفئات العمرية، وخاصة الشباب والأطفال، كما يؤدي إلى تراكم المخاط في الرئتين.

ينتج عن هذا المرض ألوان مختلفة من البلغم منها الأصفر و الأخضر.

زمن بقاء البلغم الأصفر

تختلف مدة بقاء البلغم الأصفر في الجسم باختلاف العدوى التي تصيب الجسم، فمنها :

العدوى الجرثومية :

تتراوح مدة البلغم في أثناء العدوى الجرثومية من 10 أيام إلى أسبوعين، ويتم التخلص منه تلقائياً دون الحاجة لتناول إلى أي من الأدوية.

العدوى الفيروسية :

يستغرق البلغم الأصفر الناتج عن العدوى الفيروسية مدة أطول بقليل من تلك الناتجة عن العدوى الجرثومية، إذ تصل إلى 3 أسابيع تقريباً.

أما البلغم الأصفر الناتج عن الحالات الالتهابية المختلفة مثل الانسداد الرئوي المزمن أو الربو، فيجب اللجوء إلى الطبيب ليتم التخلص منه.

ألم يحن وقت التعرف على طرق علاج البلغم الأصفر؟

طرق علاج البلغم الاصفر

لا يحتاج عادة هذا النوع من البلغم إلى طرق علاجية للتخلص منه إلا في حال كان ناتجاً عن الحالات الالتهابية السابقة الذكر، ولكن بشكل عام، يمكن معالجة البلغم الأصفر بالطرق التالية :

الحرص على نظافة الهواء وترطيبه :

تعمل المرطبات على ترطيب مخاطية الأنف والحلق، وبالتالي التخفيف من عملية تكوين البلغم.

ممارسة التمارين الرياضية :

وهنا يجب الانتباه قليلاً، إذ لا يمكن لجميع الحالات أن تتبع هذه الطريقة العلاجية، فعادةً ما يؤدي تراكم البلغم الأصفر في الجسم إلى الاحتقان، والذي يؤدي بدوره إلى الوهن و الشعور بالتعب، فهنا يمكنك بعض ممارسة التمارين الرياضية الغير مجهدة.

أما في حال كان البلغم الأصفر ناتجاً عن الربو مثلاً، فيفضل اتباع طرق أخرى لعلاج البلغم.

خلافاً للحالات السابقة يمكنك ممارسة التمارين الرياضية من دون أي مشاكل.

شرب الماء :

وهل نحتاج إلى التذكير بأهمية الماء العلاجية، وقدرته على إخراج كميات كبيرة من البلغم عن طريق ترطيب الطرق التنفسية الواصلة الرئتين ؟

يمكنك أيضاً إضافة بعضاً من الماء الدافئ إلى الملح وشربه، فهذا يساعد على التخفيف من التهاب الحلق والبلعوم والقضاء على البكتريا المسببة لتراكم البلغم الأصفر.

تناول مقشعات البلغم الأصفر :

يمكن تناول مقشعات البلغم للتخلص منه في كثير من الحالات، ولكن لا يتم تناوله إلا بموجب إرشادات الطبيب.

استنشاق البخار

يعد البخار المستنشق من أهم الطرق المنزلية التي يتم تطبيقها للتخلص من البلغم، فوجوده يؤدي إلى تليين البلغم، وجعل قوامه قريباً من السائل، وبالتالي تسهيل عملية خروجه من الجسم.

وهنا تستطيع مثلاً أن تستحم بالماء الساخن لمدة قصيرة وتستنشق كميات كبيرة من البخار.

عصير الليمون :

من منا لا يعلم أن عصير الليمون يحتوي على فيتامين C، الذي يقوم بمساعدة الجهاز المناعي في القضاء على العوامل الممرضة؟

لذلك احرص على إضافة ملعقتين من عصير الليمون إلى ملعقة من العسل، و شربه مع الماء الدافئ لثلاث مرات يومياً.

الزنجبيل :

يتمتع الزنجبيل بخصائص سحرية مزيلة للاحتقان، وبالتالي مساعدة الجهاز المناعي في عملية التخلص من البلغم في الجهاز التنفسي.

فيمكنك على سبيل المثال إضافة ملعقة من الزنجبيل الطازج إلى الماء الدافئ، وتناول هذا المشروب عدة مرات في اليوم، ولا مانع من إضافة بعضاً من العسل إليه.

الكركم :

يتميز الكركم بخصائصه المطهرة خصوصا في البلغم الاصفر وتقليل الكمية المتراكمة منه في الجهاز التنفسي، كما يتميز بكونه عوناً للجهاز المناعي في الجسم على قتل العوامل الممرضة.

يمكنك إضافة ملعقة من الكركم إلى كأس من الحليب الساخن، وشربه في الصباح والمساء.

تعرفنا في هذه المقالة على كل ما يخص البلغم ، وكيف أن اختلاف ألوانه تدل على حالات مرضية مختلفة، وفي النهاية يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو،

الذي يحتوي على طريقة فعالة أخرى لعلاج البلغم الأصفر بالإضافة إلى الطرق العلاجية التي أشرنا إليها سابقاً.

اذا كان عندك اي استفسار اخر اكتبلنا في الكومنتات اسفل المقال وسيقوم احد اطبائنا بالرد عليك في اقرب وقت
” دمتم سالمين “